إبتسامة
أراقبه من بعيد ..جالس على كرسى فى صالة المنزل .. ويضع بجانبه التليفون .. وكل دقيقه يرفع السماعة ثم يضعها ثانيه..
لم تكن هذه حالته أول أمس .. كان سعيداً مرحاً .. يضحك مع هذا .. ويتكلم مع هذا ولكن اليوم هو في حالة قلق شديدة ..
انه الآن يشاهد التلفاز .. ويا للعجب نفس البرامج التي كانت هي شاغله بالأمس والتي كان يضحك منها.. لا تظهر منه ابتسامه حتى عن أي لقطه فيها ..عيناه على الشاشة ولكن كل تفكيره فيها .. صراع داخلي بينه وبين نفسه .. قلق .. قلق .. قلق لا آخر له .. يقوم ليرفع السماعة التي في حجرة النوم ليتأكد من أن هناك حرارة وعندما يتأكد من وجودها يضع السماعة.. يدخل ليقرأ لكن الكلمات تمتزج مع بعضها البعض ليظهر ثلاث حروف فقط فى كل الصفحات ..
" هــ – ن - د "
يغلق الكتاب .. يسرح قليلاً محاولاً أن يسترجع أحداث آخر لقاء بينهما .. وتبدأ التساؤلات تدق داخل رأسه كالناقوس.. هل وهل وهل وهل ..لقد كره هذه الجملة من كثرة تكرارها .. يحاول أن ينام .. لكن صوت جرس التليفون يدق .. يقوم بسرعة.. يصطدم في ركبته صدمة مؤلمة ولكنه لا يشعر بها .. يشتبك قميصه الغالي الثمن الذي يرتديه في مسمار بالباب ..لا يهم بالقطع الذي أصابه من أجل أن يلحق بالتليفون يرفع السماعة في لهفة متمنيا أن يسمع صوتها .. ألو .. يالها من كلمه جميلة عندما تنطق هي بها ولكن يفاجئه صوت آخر .. ينهار ويشعر بالألم في ركبته .. ويرى القطع في قميصه الحريري ويترك السماعة في يأس يعود ثانيه لينام ولكنه أصبح بينه وبين النوم عداء.. يخرج ورقه ويحاول أن يكتب أي شيء ولكن أصبحت كل الحروف ثلاث حروف فقط " هـ – ن – د "
يمزق الورقه .. يكسر القلم .. يخرج نوتة التليفونات .. يفتح صفحة الهاء .. ينظر للرقم .. يحضر التليفون .. يضعه أمامه .. يتردد هل يتصل بها أم لا.. يجمع شجاعته .. يرفع السماعه .. يضغط الارقام وعندما يصل لاخر رقم تخونه شجاعته ويضع السماعه ..
يقوم من مكانه .. يدور حول التليفون دوره كامله باحثا حوله عن شجاعته المفتقده يمد يده ليمسك السماعة .. ولكن يرن الجرس .. يقفز من مكانه مذعوراً يرفع السماعة ببطيء حتى لا ينهار ثانيه وثالثه ورابعه يبتعد عن التليفون
يفتح محفظته يخرج صورتها ينظر إليها .. يسرح في ملامحها كم هي جميلة .. يضمها إليه يلثمها .. يبدو أنه استمد منها القوه والشجاعة .. ينقض على التليفون يضغط على الأرقام بنفس القوه حتى لا تخونه شجاعته ثانيه.
يسمع صوت جرس تليفونها ..يرتب الكلمات التي سيقولها عندما يسمع صوتها ..يسمع صوت غريب ليس صوتها .. ينهار.. يغلق السماعة.. ويدخل لينام .. يستيقظ في الصباح يجرى نحو التليفون .. يرفع السماعة .. يتأكد أن هناك حرارة.ز ينزل إلى عمله..يتصل كل خمس دقائق يسأل هل اتصل به أحد .. وعندما يتأكد من إنها لم تتصل .. يرتاح 5 دقائق ثم ينهار ثانيه.. يرتب كل الكلام الذي سيهاجمها به سيقول لها ...... ويصول ويجول ويقول ويقول ويأمر وينهى...
يعود للمنزل .. يجلس بجانب التليفون وهو يرتب كل ما سيقوله والطريقة التي سيقولها ..يأخذ وضع إلا ستعداد للمعركة..
يرن جرس التليفون .. يرفع السماعة في لا مبالاة وهو يعرف انه سوف ينهار ثانيه , ولكن لا نرى على ملامح وجهه سوى .. ابتسامه .. فقد كانت ..
( هـ _ ن _ د )
يحي هاشم
10/12/2000
أراقبه من بعيد ..جالس على كرسى فى صالة المنزل .. ويضع بجانبه التليفون .. وكل دقيقه يرفع السماعة ثم يضعها ثانيه..
لم تكن هذه حالته أول أمس .. كان سعيداً مرحاً .. يضحك مع هذا .. ويتكلم مع هذا ولكن اليوم هو في حالة قلق شديدة ..
انه الآن يشاهد التلفاز .. ويا للعجب نفس البرامج التي كانت هي شاغله بالأمس والتي كان يضحك منها.. لا تظهر منه ابتسامه حتى عن أي لقطه فيها ..عيناه على الشاشة ولكن كل تفكيره فيها .. صراع داخلي بينه وبين نفسه .. قلق .. قلق .. قلق لا آخر له .. يقوم ليرفع السماعة التي في حجرة النوم ليتأكد من أن هناك حرارة وعندما يتأكد من وجودها يضع السماعة.. يدخل ليقرأ لكن الكلمات تمتزج مع بعضها البعض ليظهر ثلاث حروف فقط فى كل الصفحات ..
" هــ – ن - د "
يغلق الكتاب .. يسرح قليلاً محاولاً أن يسترجع أحداث آخر لقاء بينهما .. وتبدأ التساؤلات تدق داخل رأسه كالناقوس.. هل وهل وهل وهل ..لقد كره هذه الجملة من كثرة تكرارها .. يحاول أن ينام .. لكن صوت جرس التليفون يدق .. يقوم بسرعة.. يصطدم في ركبته صدمة مؤلمة ولكنه لا يشعر بها .. يشتبك قميصه الغالي الثمن الذي يرتديه في مسمار بالباب ..لا يهم بالقطع الذي أصابه من أجل أن يلحق بالتليفون يرفع السماعة في لهفة متمنيا أن يسمع صوتها .. ألو .. يالها من كلمه جميلة عندما تنطق هي بها ولكن يفاجئه صوت آخر .. ينهار ويشعر بالألم في ركبته .. ويرى القطع في قميصه الحريري ويترك السماعة في يأس يعود ثانيه لينام ولكنه أصبح بينه وبين النوم عداء.. يخرج ورقه ويحاول أن يكتب أي شيء ولكن أصبحت كل الحروف ثلاث حروف فقط " هـ – ن – د "
يمزق الورقه .. يكسر القلم .. يخرج نوتة التليفونات .. يفتح صفحة الهاء .. ينظر للرقم .. يحضر التليفون .. يضعه أمامه .. يتردد هل يتصل بها أم لا.. يجمع شجاعته .. يرفع السماعه .. يضغط الارقام وعندما يصل لاخر رقم تخونه شجاعته ويضع السماعه ..
يقوم من مكانه .. يدور حول التليفون دوره كامله باحثا حوله عن شجاعته المفتقده يمد يده ليمسك السماعة .. ولكن يرن الجرس .. يقفز من مكانه مذعوراً يرفع السماعة ببطيء حتى لا ينهار ثانيه وثالثه ورابعه يبتعد عن التليفون
يفتح محفظته يخرج صورتها ينظر إليها .. يسرح في ملامحها كم هي جميلة .. يضمها إليه يلثمها .. يبدو أنه استمد منها القوه والشجاعة .. ينقض على التليفون يضغط على الأرقام بنفس القوه حتى لا تخونه شجاعته ثانيه.
يسمع صوت جرس تليفونها ..يرتب الكلمات التي سيقولها عندما يسمع صوتها ..يسمع صوت غريب ليس صوتها .. ينهار.. يغلق السماعة.. ويدخل لينام .. يستيقظ في الصباح يجرى نحو التليفون .. يرفع السماعة .. يتأكد أن هناك حرارة.ز ينزل إلى عمله..يتصل كل خمس دقائق يسأل هل اتصل به أحد .. وعندما يتأكد من إنها لم تتصل .. يرتاح 5 دقائق ثم ينهار ثانيه.. يرتب كل الكلام الذي سيهاجمها به سيقول لها ...... ويصول ويجول ويقول ويقول ويأمر وينهى...
يعود للمنزل .. يجلس بجانب التليفون وهو يرتب كل ما سيقوله والطريقة التي سيقولها ..يأخذ وضع إلا ستعداد للمعركة..
يرن جرس التليفون .. يرفع السماعة في لا مبالاة وهو يعرف انه سوف ينهار ثانيه , ولكن لا نرى على ملامح وجهه سوى .. ابتسامه .. فقد كانت ..
( هـ _ ن _ د )
يحي هاشم
10/12/2000
1 Comments:
موهبتك لن أتحدث عنها،لكن أتحدث علي قدرتك الرائعة علي احياء لحظات تجعلها كحياة كاملة
أشكرك علي هذه اللحظات الجميلة
مي حواس
Post a Comment
<< Home